عدد من أهالي “دريانة” الساحلية يطالبون بتوفير المياه الصالحة للشرب

خرج عدد من أهالي منطقة دريانة -الواقعة على بعد 35 كم شرق بنغازي- والتابعة إداريا لشعبية المرج بالجبل الأخضر منددين – في مشهد غير مألوف-  بما وصفوه بـ”بعدم مبالاة الجهات المعنية تجاه أزمة المياه الخانقة التي يعيشونها منذ أكثر من عقدين” ، حيث يشتكي سكان وسط المدينة وشرقها التي يقدر عدد سكانها بحوالي خمسة آلاف نسمة من نقص شديد في المياه.

وكان عدد من الأهالي قارب عددهم المئة مواطن،  قد خرجوا مساء أمس الجمعة محتجين أمام مقر مكتب خدمات المياه بمنطقة دريانة مطالبين أمانة اللجنة الشعبية العامة بالتدخل لإنهاء الأزمة، وقاموا في أثناء ذلك برشق المبنى بالحجارة تعبيراً عن غضبهم.

في غضون ذلك قال عضو القيادة الشعبية الاجتماعية إبراهيم حامد شطوح: “إن خروج هذه الجماهير لم يأت هكذا، وإنما هو نتيجة لمعاناتهم من عدم وجود المياه الصالحة للشرب لأكثر من 20 عاماً”.

وأردف شطوح قائلاً: “الثورة قامت بما عليها وضخت الأموال من أجل بناء المشاريع، لكن السؤال أين دريانة من هذا؟!”، وأوضح شطوح، أن القيادات الشعبية بالمنطقة خاطبت أكثر من مرة أمانة المؤتمر الشعبي لشعبية المرج وأمانات المؤتمرات الشعبية الأساسية المتعاقبة، من أجل حل المشكل، إلا أن كل الردود، كانت سلبيةً”.

تحميل المسؤولية

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

ورفض المواطن عبدالحميد عقوب، تحميل الدولة -التي أشار إلى أنها تقوم بالعديد من المشروعات- تبعية هذا الأمر، إلا أنه قال:”نحمل تبعية ذلك للمسؤولين الذين تولوا الإدارات التي تتبعها منطقة دريانة طيلة الفترة الماضية والحالية”.

وقال المواطن إبراهيم حمد عبدربه، إن عدم توفر المياه الصالحة للشرب يجعل المواطنين مرغمين على استخدام مياه الآبار الملوثة، أو شراء المياه التي تباع من قبل السيارات المخصصة لذلك.

وأضاف عبدربه، “هذا الأمر صبرنا عليه أكثر من 20 عاما، ورغم علم الجهات المعنية بهذا الأمر، إلا أنها تقف موقف المتفرج دون أن تضع حلاً جذرياً له”.

اجتماع طارئ

ودعا هذا الاحتجاج – أمين المؤتمر الشعبي لشعبية المرج، مفتاح إدريس العرفي، وأمين شؤون اللجان بالشعبية، بوبكر سعيد العبيدي، ورئيس جهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق بالمنطقة الشرقية، محمود حامد الخفيفي، ومدير شركة المياه بنغازي، عبدالحكم عبدالملك، وعدد من أعضاء القيادات الشعبية بالمنطقة – إلى عقد اجتماع طارئ داخل مركز شرطة دريانة، لبحث الحلول الكفيلة بإنهاء الأزمة، حضره مدير مديرية الأمن بالشعبية، العميد إدريس الفرجاني.

وأرجع مدير شركة المياه – في حديثه لصحيفة قورينا التي نشرت عديد التحقيقات حول ذلك- النقص إلى قلة مصادر إنتاج المياه، وأضاف بقوله: “نحن بعد هذا الأمر سنعمل على توفير المياه خلال مدة أقصاها 10 أيام”.

وأوضح عبدالملك، قائلاً: “الآن ستعمل الشركة على توفير سيارات نقل المياه برسوم مدفوعة وفقاً للتسعيرة الموضوعة من قبل الشركة، إضافة إلى أنها  ستزيل الوصلات غير القانونية، كما أنها ستقوم بتقوية ضخ مياه تحلية بوترابة”.

وأضاف عبدالملك، أن الشركة تعمل على حل الأزمة منذ سنوات من خلال التعاقد على العديد من المشروعات التي من بينها ربط منطقة الساحل بمشروع النهر الصناعي، وأشار إلى أن الأمر يتطلب وقتاً.

وقال منسق اللجنة الثورية بدريانة، جبريل إبراهيم الطيب، ما كنا نتمنى أن تظهر هذه المنطقة التي احتضنت القائد معمر القذافي واللجنة الشعبية العامة بهذه الصورة التي رأيناها اليوم على الطريق العام، إلا أن واقع الحال فرض على الجماهير القيام بذلك.

وأضاف الطيب، إن المواطنين كان لديهم أمل في أن تضخ مياه تحلية بوترابة إلى المنطقة، بعد أن تم ضخها إلى منطقة العقورية منذ عام تقريباً، إلا أن هذا لم يحصل، الأمر الذي جعلهم يحفرون آباراً هي في معظمها غير صالحة للاستهلاك البشري، والتي نخشى أن ينتج عن استعمالها أمراض خطيرة.

حلول غير كافية

وعن الوعود العاجلة التي تم الحديث عنها قال الطيب، “ليست كافية من أجل إنهاء الأزمة والتي منها توفير سيارات المياه” وأشاربأن هذه الحلول سبق وأن قامت بها الشركة لكنها ليست ذات جدوى.

وقال الطيب، نحن نأمل أن يتم ضخ المياه مباشرة من العقورية إلى دريانة دون المرور على المناطق الواقعة بينها.

ومن جهته قال المسؤول بشركة المياه، عبدالحميد عبيد، إن الشركة تعمل على حل المشكلة من خلال ربط المنطقة بخطي أنابيب”400″ قادمين من كل من سيدي خليفة والعقورية.

وفي معرض رده حول خزان الباكور الذي تم بناؤه منذ عامين أجاب عبيد: “فيما يتعلق بخزان الباكور لا يمكن استخدامه إلا في حالة إنجاز خط الـ400″ موضحاً أن هذا الأمر من اختصاصات أمانة اللجنة الشعبية العامة للمرافق، لأن الشركة مهمتها التشغيل والصيانة ليس إلا”.

هذا وأرجع أمين المؤتمر الشعبي الأساسي دريانة، موسى محمد موسى، تبعية هذا الأمر إلى المشاكل الإدارية، حيث أشار قائلاً: ” كل جهة تقول إن هذا الأمر ليس من اختصاصها”.

وأوضح موسى: “نحن أمانة المؤتمر كاتبنا وخاطبنا مرات عديدة الجهات المعنية، لكن للأسف لم نصل إلى حل معها”.

يشار إلى أن عددا من شباب المنطقة المحتجين كانوا قد نظموا مسيرة راجلة على الطريق الساحلي العام، حملوا أثنائها قناني وجالونات مياه فارغة تعبيراً عن حاجتهم للمياه، ومكررين عبارة “نريد الماء”.

قورينا

أضف تعليق