ضمن بضائع اشتراها والده من الحظيرة الجمركية بطرابلس.. شاب يتاجر بهيروين ب14 مليون دينار ليبي

مكتب تحريات جهاز مكافحة المخدرات تمكن من ضبط 70 كيلو جراماً من مخدر الهيروين الخام داخل مدينة طرابلس، تبين أنها اشتريت مع مجموعة من البضائع في عام 2007 من الحضيرة الجمركية التابعة للجنة الشعبية العامة للتخطيط والمالية في مزاد علني على أنها “توابل وحناء”، دون أن يتم التدقيق على محتوياتها أو تفتيشها.

كما علمت الصحيفة  أن والد المتهم -الذي ضبط بهذه  الكمية التي تعد أكبر كمية مخدرات بشمال  أفريقيا- اشترى تلك البضائع  بالمزاد  العلني ولم يكن له علم بوجود  الهيروين ضمن تلك البضائع، على الرغم من أن الكمية  وجدت مخبأة داخل قنينات  مادة “السيليكون” المستعملة في البناء، والتي ليس لها علاقة  بالتوابل  والحناء.
واعترف المتهم بأنه  علم في شهر أكتوبر/ التمور من  العام 2009 أن تلك البضاعة تحتوي على كمية  كبيرة من الهيروين الخام، إلا أنه آثر  الاتجار بها على إخبار والده بذلك.
كمين محكم
وفي هذا السياق قال  رئيس مكتب تحريات جهاز مكافحة  المخدرات عقيد جمال الرقيعي – في اتصال  هاتفي  مع قورينا- إن أعضاء المكتب تمكنوا،  الجمعة الماضية، من ضبط الكمية  المذكورة بناء على معلومات مصدرية، وذلك عن طريق  إعداد كمين بمنطقة سوق  الجمعة.
وكانت تحريات  المكتب قد ضبطت 50 جراماً، بسعر 50  ديناراً للجرام الواحد بمبلغ إجمالي  2250 ديناراً، في كمين تم إعداده، وبالاستدلال  مع المتهم اعترف بحيازته  لنصف كيلو من الهيروين، وبمرافقة أعضاء التحريات تم جلب  باقي الكمية.
كما أفاد المتهم خلال جمع الاستدلالات أن الشخص  الذي اشترى منه هذه  الكمية يسكن بمنطقة “الحاراتي” بسوق الجمعة.
ضبط  الكمية
وبالتنسيق مع  النيابة العامة وأخذ الإذن بالتفتيش  تم الانتقال للبيت المذكور، وبتفتيشه  ضبطت الكمية المقدرة بـ 70 كيلو جراماً مخبأة  داخل قنينات مادة  “السيليكون” المستعملة في البناء.
وعلق نائب رئيس  جهاز مكافحة المخدرات، عقيد مصطفى  أبو لسين، أنه حسب الاطلاع والمتابعة  الإعلامية فإن هذه الكمية تعد الثالثة على  مستوى الوطن العربي وأفريقيا،  والأولى على مستوى شمال أفريقيا.
وأضاف أبو لسين، أن  مصدر هذه الكمية هو باكستان،  وتعرف هذه المادة بسوق الاستهلاك  بـ”الكراتشية” نسبة إلى مدينة كراتشي الباكستانية،  وهي مادة عالية الجودة.
وأوضح أن هذه  الكمية “خام نقي” تقدر قيمتها بـ 3,5  مليون دينار، ولو تم خلطها بمواد  ثانية كعظام البشر ومادة النيون وأقراص الدواء  الفاسدة ستصبح 10 أضعاف  الكمية الخام أي ما يعادل 700 كيلو جرام، مشيراً إلى أن  قيمتها السوقية  تقدر بـ 14 مليون دينار.
يذكر أن جهاز  مكافحة المخدرات فرع الواحات كان قد  ضبط كمية من الهيروين النقي الخام  تقدر بـ 51 كيلو جراماً في شرق منطقة “تازربو”  عام 2008.
تساؤلات وتعجب
إلى ذلك، وفي  تعليقاتهم على ذات الخبر المنشور  بالموقع الالكتروني لصحيفة قورينا  الحوادث أكد أغلبية المعلقين على أهمية دعم جهاز  مكافحة المخدرات  للاستمرار في مكافحة هذه الظاهرة المدمرة للمجتمع الليبي.
كما تساءل العديد  من المعلقين عن كيفية خروج  البضائع من الحظيرة الجمركية دون تفتيشها وكيف  لهذه الكمية الكبيرة أن تبقى تحت  تصرف لجنة البيوع الجمركية وتباع دون  الانتباه لها، هذا في حالة صدق المتهم فيما  ذكره عن كيفية حصوله على هذه  المادة، على حد تعبيرهم.
ويتطلع المعلقون من  متابعي مجموعة قورينا  الإلكترونية إلى أن تتواصل التحقيقات في هذه القضية  لمعرفة الجهة أو الأفراد الذين  استوردوا هذه الشحنات لمصلحتهم وعن  الأسباب التي دعت إلى عدم مراجعتهم للجمارك  لاستلامها وهل ستقوم الجمارك  الليبية بفتح تحقيق حول آلية التعامل مع البضائع  والحاويات المتروكة في  الحظائر الجمركية قبل عرضها للبيع بالمزاد العلني وكيفية قطع  الطريق أمام  المهربين في حال لجوئهم لإدخال مواد إلى ليبيا بأسماء وهمية ومن ثم  انتظار  بيعها بالمزاد العلني ليتقدموا لشرائها

أضف تعليق